وظائف
المؤسسة
وظائف المؤسسة، وهي عبارة عن تحقيق الهدف الأساس من
المؤسسة الذي هو إشباع حاجات الإنسان ورغباته عن طريق إنتاج أو توزيع السلع أو
الخدمات ومن ثم فهناك نشاط آخر غير طريق إنتاج أو توزيع السلع أو الخدمات وغير
النشاط الإداري ينبغي على كل منشئ أعمال أن يقوم بها أيضا حتى يتمكن من تحقيق
هدفها تحقيقا كاملاً، وهذا النشاط
الذي يجب على المنشئة القيام به
يتكون في مثل المعامل وما أشبه من وظائف مثل الإنتاج والبيع والشراء والتمويل
وشؤون الأفراد والأعمال المكتبية والعلاقات العامة وينسحب مثل ذلك في سائر أقسام
المؤسسات، كالمؤسسات الصحية أو المؤسسات الثقافية أو المؤسسات السياسية وما أشبه
ذلك، ويطلق على هذه الوظائف اصطلاح (وظائف المنشئة) أو وظائف المشروع،
تمييزاً لها عن وظائف المدير، أو وظائف المنشئة،بل معنى ذلك أن هناك نوعين من
النشاط الإداري عن نشاط المنشئة، بل معنى ذلك إن هناك نوعين من النشاط يجب على
المدير مراعاة هذا تارة وهذه تارة أخرى، وهما متشابكان تشابكا شديدا، مثلا عند
القيام بأعباء المنشآة لا بد للمدير المسؤول من تخطيط هدفه وسياسته وتنظيم العمل
وتنمية الهيئة الإدارية وتوجيه العاملين على التنفيذ ورقابة النتائج وتقسيم أوقاته
وأفكاره وأنشطته وأعماله بين هذا الجانب وهذا الجانب،
ومن الواضح أن وظائف الإدارة لا تقتصر على الرئيس
الأعلى للمنشآة، وإنما هي مجموعة أنشطة للإداريين على اختلاف أنواعهم، فهناك
الرئيس الأعلى وهناك المديرون الإداريون كإدارة الإنتاج وادرة التسويق وإدارة
المال وإدارة الأفراد إلى غير ذلك(8)، وتختلف وظائف المنشآت بعضها عن البعض الآخر،
فمثلا وظائف المنشئة الصناعية تختلف عن وظائف المنشئة الزراعية كما أن وظائفهما
تختلف عن وظائف منشئة الخدمات كما أن وظائفهما تختلف عن وظائف منشئة السياسة أو
الثقافة أو ما أشبه ذلك، نعم بعض الوظائف تكون مشتركة تقريبا بين كل أنواع
المنشات، مثل الوظيفة المالية حيث أن أية منشئة لا تستغني عن المال، فإنها تقوم
بالمال ولو اتخذ منشئة صناعية كنموذج للدراسة فإننا نجدها تقوم بالمتعدد من
الوظائف المختلفة والتي من أهمها:
1- وظيفة الإنتاج التي تعدّ من أهم وظائف المنشآت أطلاقا فان المنشآت
إنما تنشأ للإنتاج، سواءً أكان إنتاجا ثقافياً أم إنتاجاً صحياً أم إنتاجاً مالياً
أم إنتاجاً صناعياً أم إنتاجاً عسكرياً أم غير ذلك، فمثلا المنشئة الصناعية: تتعلق
بخلق المنافع الشكلية للمواد والخامات بتحويلها إلى سلع يمكن أن تشبع حاجات ورغبات
المستهلكين من ناحية، وتوفر المال للمساهمين من ناحية ثانية، ومثل الوظيفة
تنطوي على كثير من الوظائف الفرعية، مثل إختيار موقع المصنع وتخطيط الآلات وتحديد
درجة الآلية والتصميم الهندسي للسلعة والتنظيم الداخلي للتسهيلات الإنتاجية
والعمليات الإنتاجية داخل المصنع والحصول على المواد وتخطيط الإنتاج ورقابة
الإنتاج والجودة في السلعة والى غير ذلك(9).
2- وظيفة التسويق: على كل
الأنشطة التي تبذل عند انسياب السلع مراكز إنتاجها إلى مراكز استعمالها إلى
استهلاكها، سواء في داخل البلد أم خارج البلد، ومن الواضح وجوب ملاحظة رغبات
الجماهير في هذه السلعة، هل السلعة لكل الفصول أو لفصل خاص من فصول السنة، أو
لمواسم خاصة من المواسم، ومن ثم فان هذه الوظيفة الحيوية التي تعتبر المحور الرئيس
في منشآت الأعمال من هذا القبيل تنطوي بدورها على وظائف مهمة في البيع والنقل
والتخزين والتجفيف بالنسبة إلى مثل الحبوب والفواكه التي يجب أن تجفف والتعليب وما
أشبه ذلك، وتتعلق وظيفة البيع بتحويل ملكية السلع والخدمات من المنتج إلى الوسطاء،
ثم إلى المستهلكين، أو إلى المستهلكين مباشرة، ويستلزم هذا اختيار منافذ التوزيع
المناسبة وتحديد أسعار البيع والقيام بالحملات الإعلامية والترويجية، واختيار
وتدريب رجال البيع ومراقبتهم، إما وظيفة النقل فتعمل لأجل المنفعة المكانية للسلع
حيث السوق في غير مكان الإنتاج بينما تعمل وظيفة التخزين لأجل الحصول على المنفعة
الزمنية إلى غير ذلك من الشؤون المرتبطة بالتسويق(10).
3- وظيفة المال: تعدُّ من
الوظائف الحيوية لكل منشئة، لان جميع منشآت الأعمال تحتاج إلى الأموال حتى يمكنها
القيام بنشاطها، وكلما كان المال أوفر حسب الكفاية التي تلاحظ في الإدارة يكون
القيام بالنشاط أحسن وأكمل، وكل الوظائف للمشروع لا يمكن النهوض بها دون توافر
الأموال اللازمة، وتتعلق هذه الوظيفة بالنشاط المالي للمنشئة أي الحصول على
الاحتياجات المالية من المصادر المختلفة، وهذه المصادر قد تكون حكومية وقد تكون
شعبية، وقد تكون دائمة وقد تكون موقتة، كما قد تكون ملكية أو اقتراض إلى غير ذلك
من المصادر المالية التي يجب أن يلاحظ المديرون النسبة بينها وبين سائر أعمال
المنشئة، ومن الواضح انه لا يقتصر النشاط المالي على مجرد الحصول على الأموال، بل
يمتد لكي يشمل الرقاب على الاستخدام الفعال لهذه الأموال لا مطلق الاستخدام، ولا أن
تصب في مصبات فاسدة من الرشوة والاحتيال والنهب وما أشبه مما تحف بالمال غالبا،
ومن أهم أهداف هذه الوظيفة العمل على إحتفاظ المنشئة بنقدية كافية تجعلها قادرة
على مقابلة التزاماتها عند حلول مواعيدها، كما يدخل ضمن هذه الوظيفة النشاط المحاسبي في المنشئة والمراقبة الدائمة للتكافؤ
والتوازن بين المال المحتاج إليه والمال المتوفر لديه(11).
4- وظيفة الأفراد: وأما الرابع، وهو وظيفة الأفراد فتتعلق هذه الوظيفة
في الحصول على القوة العاملة في المنشئة وجعلها قادرة وراضية ومتعارفة في تنفيذ
الأعمال، ويستلزم هذا القيام بأنشطة مختلفة، مثل حصر الوظائف اللازمة وتحديد
مواصفاتها والضغط عليها حتى لا تكون أكثر من اللازم والتوسعة فيها حتى لا تكون اقل
من اللازم، والمحافظ على اتصال وثيق مع سوق العمل للحصول على الأفراد المناسبين،
وتهيئتهم للعمل وتدريبهم والتنسيق بينهم والمحافظة على علاقات طيبة بين المنشئة
والعاملين فيها، ووضع نظم التعيين والترقية والفصل والتأديب وما أشبه، مما تجعل
الأفراد صالحين ومهيئين ومندفعين للتقدم بالمنشئة إلى الأمام، من غير فرق بين أن
تكون لمنشئة منشئة ثقافية بالنسبة إلى المعلمين والمربين والموجهين ومن أشبه، أو
مؤسسة صحية بالنظر إلى الأطباء ومعاونيهم والممرضات ومن أشبه، أو غير ذلك من
المؤسسات التي يحتاج إليها المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق